السبت، 18 فبراير 2012

اسرار عظمى تمثل القاسم المشترك للسورة المباركة 1970 والآيات = معادلة علي × 3 مجيب × 6 لاستجابة الدعاءالحتمي بعلوم التكوين الرباني عهد معهود من سماحة عميد الولايه التكوينيه باستجابة الدعاء من خلال التسبيح بالمعادله علي × 3 مجيب × 6 اسرار عظمى تمثل القاسم المشترك للسورة المباركة 1970 والآيات = معادلة علي × 3 مجيب × 6 لاستجابة الدعاءالحتمي بعلوم التكوين الرباني عهد معهود من سماحة عميد الولايه التكوينيه باستجابة الدعاء من خلال التسبيح بالمعادله علي × 3 مجيب × 6



اسرار عظمى تمثل القاسم المشترك
للسورة المباركة مع 
1970
مع الآيات
=
معادلة
علي × 3
مجيب × 6
لاستجابة 
الدعاءالحتمي
بعلوم التكوين 
الرباني
عهد معهود عن سماحة عميد  الولايه التكوينيه
باستجابة الدعاء
من خلال التسبيح بالمعادله
علي × 3
مجيب × 6
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 المعادله من اسرار
صلاة الغفيله
خاصه
بسماحة المحدث الاعظم ومعاونه



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ
+
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  ( 87 ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين
+
1970
+
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ( 59 ) ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ( 60 )
+
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب .
=
المعادله العظمى
لاستجابة الدعاء
علي ×3
مجيب × 6
معادلات ليس لها مثيل
بأسرار علوم
المدرسة الحيدريه التكوينية
عميدها
سماحة المحدث الاعظم
عميد الولاية التكوينية

1970
=
380
+
1590
=
985

67601
-
360
=
67241
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  ( 87 ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (1970 ) وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ( 59 ) ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ( 60 ) ) الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب .
67241^(1/2) = 259.30869634472344

259.30869634472344
259.
=
44
30
=
33
869
=
99
88
77
634
=
88
472
=
154

344
=
3344
=
77
77
154
88
99
88
77
33
44
=
المعادلة العليا
=
على ×3
مجيب × 6

وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  ( 87 ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ( 88 ) ) . 

هذه القصة مذكورة هاهنا وفي سورة " الصافات " وفي سورة " ن " وذلك أن يونس بن متى ، عليه السلام ، بعثه الله إلى أهل قريةنينوى " ، وهي قرية من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله ، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم ، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث . فلما تحققوا منه ذلك ، وعلموا أن النبي لا يكذب ، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم ، وفرقوا بين الأمهات وأولادها ، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل ، وجأروا إليه ، ورغت الإبل وفصلانها ، وخارت البقر وأولادها ، وثغت الغنم وحملانها ، فرفع الله عنهم العذاب ، قال الله تعالى : (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98 ] . 

وأما يونس ، عليه السلام ، فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت بهم ، وخافوا أن يغرقوا . فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه ، فوقعت القرعة على يونس ، فأبوا أن يلقوه ، ثم أعادوا القرعة فوقعت عليه أيضا ، فأبوا ، ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا ، قال الله تعالى : ( فساهم فكان من المدحضين ) [ الصافات : 141 ] ، أي : وقعت عليه القرعة ، فقام يونس ، عليه السلام ، وتجرد من ثيابه ، ثم ألقى نفسه في البحر ، وقد أرسل الله ، سبحانه وتعالى ، من البحر الأخضر - فيما قاله ابن مسعود حوتا يشق البحار ، حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة ، فأوحى الله إلى ذلك الحوت ألا تأكل له لحما ، ولا تهشم له عظما; فإن يونس ليس لك رزقا ، وإنما بطنك له يكون سجنا

وقوله : ( وذا النون ) يعني : الحوت ، صحت الإضافة إليه بهذه النسبة

وقوله : ( إذ ذهب مغاضبا ) : قال الضحاك لقومه ، فظن أن لن نقدر عليه ) [ أي : نضيق عليه في بطن الحوت . يروى نحو هذا عن ابن عباس ،ومجاهد ، والضحاك ، وغيرهم ، واختاره ابن جرير ، واستشهد عليه بقوله تعالى : ( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ) [ الطلاق : 7 ] . 

وقال عطية العوفي : ( فظن أن لن نقدر عليه ، أي : نقضي عليه ، كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير ، فإن العرب تقول : قدر وقدر بمعنى واحد ، وقال الشاعر : ص: 367 ] 



فلا عائد ذاك الزمان الذي مضى تباركت ما تقدر يكن ، فلك الأمر


ومنه قوله تعالى : ( فالتقى الماء على أمر قد قدر ) [ القمر : 12 ] ، أي : قدر

وقوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قال ابن مسعود ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل . وكذا روي عن ابن عباس ، وعمرو بن ميمون ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة 

وقال سالم بن أبي الجعد ظلمة حوت في بطن حوت في ظلمة البحر

قال ابن مسعود ، وابن عباس وغيرهما : وذلك أنه ذهب به الحوت في البحار يشقها ، حتى انتهى به إلى قرار البحر ، فسمع يونس تسبيح الحصى في قراره ، فعند ذلك وهنالك قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك 

وقال عوف لما صار يونس في بطن الحوت ، ظن أنه قد مات ، ثم حرك رجليه فلما تحركت سجد مكانه ، ثم نادى : يا رب ، اتخذت لك مسجدا في موضع ما اتخذه أحد . 

وقال سعيد بن أبي الحسن البصري مكث في بطن الحوت أربعين يوما . رواهما ابن جبير 

وقال محمد بن إسحاق بن يسار ، عمن حدثه ، عن عبد الله بن رافع - مولى أم سلمة سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت ، أوحى الله إلى الحوت أن خذه ، ولا تخدش لحما ولا تكسر عظما ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر ، سمعيونس حسا ، فقال في نفسه : ما هذا؟ فأوحى الله إليه ، وهو في بطن الحوت : إن هذا تسبيح دواب البحر . قال : فسبح وهو في بطن الحوت ، فسمع الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا ، إنا نسمع صوتا ضعيفا [ بأرض غريبة ] قال : ذلك عبدي يونس ، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر . قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ . قال : نعم " . قال : " فشفعوا له عند ذلك ، فأمر الحوت فقذفه في الساحل ، كما قال الله عز وجل : ( وهو سقيم ) [ الصافات : 145 ] . 

ورواه ابن جرير ، ورواه البزار في مسنده ، من طريق محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، فذكره بنحوه ، ثم قال : لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ، وروى ابن عبد الحق من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، ص: 368 ] عن علي مرفوعالا ينبغي لعبد أن يقول : " أنا خير من يونس بن متى " ; سبح لله في الظلمات

وقد روي هذا الحديث بدون هذه الزيادة ، من حديث ابن عباس ، وابن مسعود ، وعبد الله بن جعفر ، وسيأتي أسانيدها في سورة " ن " . 

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي : حدثني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه قال : سمعتأنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يونس النبي ، عليه السلام ، حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت ، قال : " اللهم ، لا إله إلا أنت ، سبحانك ، إني كنت من الظالمين " . فأقبلت هذه الدعوة تحف بالعرش ، فقالت الملائكة : يا رب ، صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة؟ فقال : أما تعرفون ذاك ؟ قالوا : لا يا رب ، ومن هو؟ قال : عبدي يونس . قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مجابة؟ . [ قال : نعم ] . قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه في العراء 

وقوله : ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم أي : أخرجناه من بطن الحوت ، وتلك الظلمات ، وكذلك ننجي المؤمنين أي : إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا ، ولا سيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء ، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء ، قال الإمام أحمد 

حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد ، حدثني والدي محمد عن أبيه سعد ، - وهو ابن أبي وقاص قال : مررت بعثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يردد علي السلام ، فأتيت عمر بن الخطابفقلت : يا أمير المؤمنين ، هل حدث في الإسلام شيء؟ مرتين ، قال : لا وما ذاك؟ قلت : لا إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ، ثم لم يردد علي السلام . قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه ، فقال : ما منعك ألا تكون رددت على أخيك ص: 369 ] السلام؟ قال : ما فعلت . قال سعد قلت : بلى حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة . قال سعد فأنا أنبئك بها ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا [ أول دعوة ] ثم جاء أعرابي فشغله ، حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من هذا؟ أبو إسحاق ؟ " قال : قلت : نعم ، يا رسول الله . قال : " فمه؟ " قلت : لا والله ، إلا إنك ذكرت لنا أول دعوة ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك . قال : " نعم ، دعوة ذي النون ، إذ هو في بطن الحوت : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " . 

ورواه الترمذي ، والنسائي في " اليوم والليلة " ، من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد ، عن أبيه ، عن سعد ، به

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن حنطب قال أبو خالد أحسبه عن مصعب ، يعني : ابن سعد عن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن دعا بدعاء يونس ، استجيب لهقال أبو سعيد يريد بهوكذلك ننجي المؤمنين ) . 

وقال ابن جرير حدثني عمران بن بكار الكلاعي ، حدثنا يحيى بن صالح ، حدثنا أبو يحيى بن عبد الرحمن ، حدثني بشر بن منصور ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن مالك - وهو ابن أبي وقاص يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولاسم الله الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، دعوة يونس بن متىقال : قلت : يا رسول الله ، هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال : هي ليونس بن متى خاصة وللمؤمنين عامة ، إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله عز وجل : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) . فهو شرط من الله لمن دعاه به

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي سريج ، حدثنا داود بن المحبر بن قحذم المقدسي ، عن كثير بن معبد قال : سألت الحسن ، قلت : ياأبا سعيد ، اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى؟ قال : ابن أخي ، أما تقرأ القرآن؟ قول الله : ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا [ص: 370 ] إلى قوله : ( المؤمنين ) ، ابن أخي ، هذا اسم الله الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى

.  وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ( 59 ) ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ( 60 ) ) 

قوله عز وجل : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) مفاتح الغيب خزائنه ، جمع مفتح . 

واختلفوا في مفاتح الغيب ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشميهني أنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر أنا عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ، لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله تعالى ، [ ولا يعلم ما في الغد إلا الله عز وجل ] ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله " . 

وقال الضحاك ومقاتل : مفاتح الغيب خزائن الأرض ، وعلم نزول العذاب . 

وقال عطاء : ما غاب عنكم من الثواب والعقاب . 

وقيل : انقضاء الآجال ، وقيل : أحوال العباد من السعادة والشقاوة وخواتيم أعمالهم ، وقيل : هي ما لم يكن بعد ، أنه يكون أم لا يكون ، وما يكون كيف يكون ، وما لا يكون أن لو كان كيف يكون؟ وقال ابن مسعود : " أوتي نبيكم علم كل شيء إلا علم مفاتيح الغيب " . [ ص: 151 ] 

( 
ويعلم ما في البر والبحر ) قال مجاهد : البر : المفاوز والقفار ، والبحر : القرى والأمصار ، لا يحدث فيهما شيء إلا يعلمه ، وقيل : هو البر والبحر المعروف ، ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) يريد ساقطة وثابتة ، يعني : يعلم عدد ما يسقط من ورق الشجر وما يبقى عليه ، وقيل : يعلم كم انقلبت ظهرا لبطن إلى أن سقطت على الأرض ، ( ولا حبة في ظلمات الأرض ) قيل : هو الحب المعروف في بطون الأرض ، وقيل : هو تحت الصخرة في أسفل الأرضين ، ( ولا رطب ولا يابس ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : الرطب : الماء ، واليابس : البادية ، وقال عطاء : يريد ما ينبت وما لا ينبت ، وقيل : ولا حي ولا ميت ، وقيل : هو عبارة عن كل شيء ، ( إلا في كتاب مبين ) يعني أن الكل مكتوب في اللوح المحفوظ . 

قوله تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي : يقبض أرواحكم إذا نمتم بالليل ، ( ويعلم ما جرحتم ) كسبتم ، ( بالنهار ثم يبعثكم فيه ) أي : يوقظكم في النهار ، ( ليقضى أجل مسمى ) يعني : أجل الحياة إلى الممات ، يريد استيفاء العمر على التمام ، ( ثم إليه مرجعكم ) في الآخرة ، ( ثم ينبئكم ) يخبركم ، ( بما كنتم تعملون ) . 


الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب .

[ ص: 1014 ] لما بين سبحانه من الأحكام ما بين أردف ذلك بكونه سبحانه في غاية الكمال فقال : الله نور السماوات والأرض وهذه الجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها ، والاسم الشريف مبتدأ ، ونور السماوات والأرض خبره ، إما على حذف مضاف أي : ذو نور السماوات والأرض ، أو لكون المراد المبالغة في وصفه سبحانه بأنه نور لكمال جلاله وظهور عدله وبسطه أحكامه ، كما يقال فلان نور البلد وقمر الزمن وشمس العصر ، ومنه قول النابغة :
فإنك شمس والملوك كواكب إذا ظهرت لم يبق فيهن كوكب
وقول الآخر :
هلا قصدت من البلاد لمفضل     قمر القبائل خالد بن يزيد
ومن ذلك قول الشاعر :
إذا سار عبد الله من مرو ليلة     فقد سار منها نورها وجمالها
وقول الآخر :
نسب كأن عليه من شمس الضحى     نورا ومن فلق الصباح عمودا
ومعنى النور في اللغة : الضياء ، وهو الذي يبين الأشياء ويري الأبصار حقيقة ما تراه ، فيجوز إطلاق النور على الله سبحانه على طريقة المدح ، ولكونه أوجد الأشياء المنورة وأوجد أنوارها ونورها ، ويدل على هذا المعنى قراءة زيد بن علي وأبي جعفر وعبد العزيز المكي ( الله نور السماوات والأرض ) على صيغة الفعل الماضي ، وفاعله ضمير يرجع إلى الله والسماوات مفعوله فمعنى الله نور السماوات والأرض أنه سبحانه صيرهما منيرتين باستقامة أحوال أهلهما وكمال تدبيره - عز وجل - لمن فيهما ، كما يقال الملك نور البلد ، هكذا قال الحسن ومجاهد والأزهري والضحاك والقرظي وابن عرفة وابن جرير وغيرهم ، ومثله قول الشاعر :
وأنت لنا نور وغيث وعصمة     ونبت لمن يرجو نداك وريف
وقال هشام الجواليقي وطائفة من المجسمة : إنه سبحانه نور لا كالأنوار ، وجسم لا كالأجسام ، وقوله : مثل نوره مبتدأ وخبره كمشكاة أي صفة نوره الفائض عنه ، الظاهر على الأشياء كمشكاة ، والمشكاة الكوة في الحائط غير النافذة ، كذا حكاه الواحدي عن جميع المفسرين ، وحكاه القرطبي عن جمهورهم .

ووجه تخصيص المشكاة أنها أجمع للضوء الذي يكون فيه من مصباح أو غيره ، وأصل المشكاة الوعاء الذي يجعل فيه الشيء . وقيل : المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة . وقال مجاهد هي القنديل . والأول أولى ، ومنه قول الشاعر :
كأن عينيه مشكاتان في جحر
ثم قال : فيها مصباح وهو السراج المصباح في زجاجة قال الزجاج : النور في الزجاج وضوء النار أبين منه في كل شيء وضوءه يزيد في الزجاج ، ووجه ذلك : أن الزجاج جسم شفاف يظهر فيه النور أكمل ظهور .

ثم وصف الزجاجة فقال : الزجاجة كأنها كوكب دري أي منسوب إلى الدر لكون فيه من الصفاء والحسن ما يشابه الدر .

وقال الضحاك : الكوكب الدري الزهرة .

قرأ أبو عمر ( دري ) بكسر الدال .

قال أبو عمرو : لم أسمع أعرابيا يقول : إلا كأنه كوكب دري بكسر الدال ، أخذوه من درأت النجوم تدرأ إذا اندفعت .

وقرأ حمزة بضم الدال مهموزا ، وأنكره الفراء والزجاج والمبرد .

قال أبو عبيد : إن ضممت الدال وجب أن لا تهمز ؛ لأنه ليس في كلام العرب .

والدراري هي المشهورة من الكواكب كالمشتري والزهرة والمريخ وما يضاهيها من الثوابت .

ثم وصف المصباح بقوله : يوقد من شجرة مباركة ومن هذه هي الابتدائية أي : ابتداء إيقاد المصباح منها ، وقيل : هو على تقدير مضاف أي : يوقد من زيت شجرة مباركة ، والمباركة الكثيرة المنافع . وقيل : المنماة ، والزيتون من أعظم الثمار نماء ، ومنه قول أبي طالب يرثي مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس :
ليت شعري مسافر بن أبي عمرو     وليت يقولها المحزون
بورك الميت الغريب كما بورك نبع الرمان والزيتون
قيل ومن بركتها أن أغصانها تورق من أسفلها إلى أعلاها ، وهي إدام ودهان ودباغ ووقود ، وليس فيها شيء إلا وفيه منفعة ، ثم وصفها بأنها لا شرقية ولا غربية . وقد اختلف المفسرون في معنى هذا الوصف ، فقال عكرمة وقتادة وغيرهم : إن الشرقية هي التي تصيبها الشمس إذا شرقت . ولا تصيبها إذا غربت . والغربية هي التي تصيبها إذا غربت ، ولا تصيبها إذا شرقت .

وهذه الزيتونة هي في صحراء بحيث لا يسترها عن الشمس شيء لا في حال شروقها ولا في حال غروبها ، وما كانت من الزيتون هكذا فثمرها أجود .

وقيل : إن المعنى : إنها شجرة في دوحة قد أحاطت بها ، فهي غير منكشفة من جهة الشرق ، ولا من جهة الغرب ، حكى هذا ابن جرير عن ابن عباس .

قال ابن عطية : وهذا لا يصح عن ابن عباس ؛ لأن الثمرة التي بهذه الصفة يفسد جناها ، وذلك مشاهد في الوجود . ورجح القول الأول الفراء والزجاج .

وقال الحسن : ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا ، وإنما هو مثل ضربه الله لنوره ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية وإما غربية .

قال الثعلبي : قد أفصح القرآن بأنها من شجر الدنيا ؛ لأن قوله زيتونة بدل من قوله شجرة .

قال ابن زيد : إنها من شجر الشام ، فإن الشام لا شرقي ولا غربي ، والشام هي الأرض المباركة .

وقد قرئ توقد بالتاء الفوقية على أن الضمير راجع إلى الزجاجة دون المصباح ، وبها قرأ الكوفيون .

وقرأ شيبة ونافع وأيوب وسلام وابن عامر وأهل الشام وحفص ( يوقد ) بالتحتية مضمومة وتخفيف القاف وضم الدال .

وقرأ الحسن والسلمي وأبو عمر بن العلاء وأبو جعفر ( توقد ) بالفوقية مفتوحة وفتح الواو وتشديد القاف وفتح الدال على أنه فعل ماض من توقد يتوقد ، والضمير في هاتين القراءتين راجع إلى المصباح .

قال النحاس : وهاتان القراءتان متقاربتان ؛ لأنهما جميعا للمصباح ، وهو أشبه بهذا الوصف [ ص: 1015 ] لأنه الذي ينير ويضيء ، وإنما الزجاجة وعاء له .

وقرأ نصر بن عاصم كقراءة أبي عمرو ومن معه إلا أنه ضم الدال على أنه فعل مضارع ، وأصله تتوقد .

ثم وصف الزيتونة بوصف آخر فقال : يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار قرأ الجمهور تمسسه بالفوقية ؛ لأن النار مؤنثة . قال أبو عبيد : إنه لا يعرف إلا هذه القراءة .

وحكى أبو حاتم أن السدي روى عن أبي مالك عن ابن عباس أنه قرأ ( يمسسه ) بالتحتية لكون تأنيث النار غير حقيقي .

والمعنى : أن هذا الزيت في صفائه وإنارته يكاد يضيء بنفسه من غير أن تمسه النار أصلا ، وارتفاع نور على أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هي نور ، و على نور متعلق بمحذوف هو صفة لنور مؤكدة له ، والمعنى : هو نور كائن على نور . قال مجاهد : والمراد النار على الزيت .

وقال الكلبي : المصباح نور ، والزجاجة نور وقال السدي : نور الإيمان ونور القرآن يهدي الله لنوره من يشاء من عباده أي : هداية خاصة موصلة إلى المطلوب ، وليس المراد بالهداية هنا مجرد الدلالة ويضرب الله الأمثال للناس أي يبين الأشياء بأشباهها ونظائرها تقريبا لها إلى الأفهام وتسهيلا لإدراكها ؛ لأن إبراز المعقول في هيئة المحسوس وتصويره بصورته يزيده وضوحا وبيانا والله بكل شيء عليم لا يغيب عنه شيء من الأشياء معقولا كان أو محسوسا ، ظاهرا أو باطنا .

واختلف في قوله : في بيوت أذن الله أن ترفع بما هو متعلق ، فقيل متعلق بما قبله أي : كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد ، كأنه قيل مثل نوره كما ترى في المسجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت ، وقيل : متعلق بمصباح .

وقال ابن الأنباري : سمعت أبا العباس يقول : هو حال للمصباح والزجاجة والكوكب ، كأنه قيل : وهي في بيوت ، وقيل : متعلق بـ توقد ، أي توقد في بيوت ، وقد قيل متعلق بما بعده ، وهو يسبح أي : يسبح له رجال في بيوت ، وعلى هذا يكون قوله : فيها تكريرا كقولك ، زيد في الدار جالس فيها .

وقيل : إنه منفصل عما قبله ، كأنه قال الله : في بيوت أذن الله أن ترفع .

قال الحكيم الترمذي : وبذلك جاءت الأخبار أنه من جلس في المساجد فإنما يجالس ربه .

وقد قيل على تقدير تعلقه بمشكاة أو مصباح أو بـ توقد ما الوجه في توحيد المصباح والمشكاة وجمع البيت ؟ ولا تكون المشكاة الواحدة ولا المصباح الواحد إلا في بيت واحد . وأجيب بأن هذا من الخطاب الذي يفتح أوله بالتوحيد ، ويختم بالجمع كقوله سبحانه ياأيها النبي إذا طلقتم النساء [ الطلاق : 1 ] ونحوه .

وقيل : معنى في بيوت : في كل واحد من البيوت ، فكأنه قال : في كل بيت ، أو في كل واحد من البيوت .

واختلف الناس في البيوت ، على أقوال : الأول أنها المساجد ، وهو قول مجاهد والحسن وغيرهما .

الثاني أن المراد بها بيوت بيت المقدس ، روي ذلك عن الحسن .

الثالث أنها بيوت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، روي عن مجاهد .

الرابع هي البيوت كلها ، قاله عكرمة .

الخامس أنها المساجد الأربعة : الكعبة ، ومسجد قباء ، ومسجد المدينة ، ومسجد بيت المقدس ، قاله ابن زيد .

والقول الأول أظهر لقوله : يسبح له فيها بالغدو والآصال والباء من بيت تضم وتكسر كل ذلك ثابت في اللغة ، ومعنى أذن الله أن ترفع : أمر وقضى ، ومعنى ترفع تبنى ، قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما ، ومنه قوله سبحانه وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وقال الحسن البصري وغيره : معنى ترفع تعظم ويرفع شأنها وتطهر من الأنجاس والأقذار ، ورجحه الزجاج وقيل : المراد بالرفع هنا مجموع الأمرين ، ومعنى يذكر فيها اسمه كل ذكر لله عز وجل ، وقيل : هو التوحيد ، وقيل : المراد تلاوة القرآن ، والأول أولى يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال قرأ ابن عامر وأبو بكر ( يسبح ) بفتح الباء الموحدة مبنيا للمفعول ، وقرأ الباقون بكسرها مبنيا للفاعل إلا ابن وثاب وأبا حيوة فإنهما قرآ بالتاء الفوقية وكسر الموحدة ، فعلى القراءة الأولى يكون القائم مقام الفاعل أحد المجرورات الثلاثة ، ويكون رجال مرفوعا على أحد وجهين : إما بفعل مقدر ، وكأنه جواب سؤال مقدر ، كأنه من يسبحه ؟ فقيل يسبحه رجال .

الثاني أن ( رجال ) مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف .

وعلى القراءة الثانية يكون رجال فاعل يسبح وعلى القراءة الثالثة يكون الفاعل أيضا رجال ، وإنما أنث الفعل لكون جمع التكسير يعامل معاملة المؤنث في بعض الأحوال .

واختلف في هذا التسبيح ما هو ؟ فالأكثرون حملوه على الصلاة المفروضة ، قالوا : الغدو صلاة الصبح ، والآصال صلاة الظهر والعصر والعشاءين ؛ لأن اسم الآصال يشملها ، ومعنى بالغدو والآصال : بالغداة والعشي وقيل : صلاة الصبح والعصر ، وقيل : المراد صلاة الضحى ، وقيل : المراد بالتسبيح هنا معناه الحقيقي ، وهو تنزيه الله سبحانه عما لا يليق به في ذاته وصفاته وأفعاله ، ويؤيد هذا ذكر الصلاة والزكاة بعده ، وهذا أرجح مما قبله ؛ لكونه المعنى الحقيقي مع وجود دليل على خلاف ما ذهب إليه الأولون . وهو ما ذكرناه .

لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله هذه الجملة صفة لرجال أي : لا تشغلهم التجارة والبيع عن الذكر ، وخص التجارة بالذكر ؛ لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الذكر .

وقال الفراء : التجارة لأهل الجلب ، والبيع ما باعه الرجل على بدنه ، وخص قوم التجارة هاهنا بالشراء لذكر البيع بعدها ، وبمثل قول الفراء قال الواقدي فقال : التجار هم الجلاب المسافرون والباعة هم المقيمون ، ومعنى عن ذكر الله : هو ما تقدم في قوله ويذكر فيها اسمه وقيل : المراد الأذان ، وقيل : عن ذكره بأسمائه الحسنى أي : يوحدونه ويمجدونه .

وقيل : المراد عن الصلاة ، ويرده ذكر الصلاة بعد الذكر هنا . والمراد بإقام الصلاة إقامتها لمواقيتها من غير تأخير ، وحذفت التاء لأن الإضافة تقوم مقامها في ثلاث كلمات جمعها الشاعر في قوله : [ ص: 1016 ]
ثلاثة تحذف تاءاتها     مضافة عند جميع النحاة
وهي إذا شئت أبو عذرها     وليت شعري وإقام الصلاة
وأنشد الفراء في الاستشهاد للحذف المذكور في هذه الآية قول الشاعر :
إن الخليط أجدوا البين وانجردوا     وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
أي عدة الأمر ، وفي هذا البيت دليل على أن الحذف مع الإضافة لا يختص بتلك الثلاثة المواضع .

قال الزجاج : وإنما حذفت الهاء ؛ لأنه يقال أقمت الصلاة إقامة ، وكان الأصل إقواما ، ولكن قلبت الواو ألفا فاجتمعت ألفان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فبقي أقمت الصلاة إقاما فأدخلت الهاء عوضا عن المحذوف وقامت الإضافة هاهنا في التعويض مقام الهاء المحذوفة ، وهذا إجماع من النحويين انتهى .

وقد احتاج من حمل ذكر الله على الصلاة المفروضة أن يحمل إقام الصلاة على تأديتها في أوقاتها فرارا من التكرار ولا ملجئ إلى ذلك ، بل يحمل الذكر على معناه الحقيقي كما قدمنا .

والمراد بالزكاة المذكورة هي المفروضة ، وقيل : المراد بالزكاة طاعة الله والإخلاص ، إذ ليس لكل مؤمن مال يخافون يوما أي يوم القيامة ، وانتصابه على أنه مفعول للفعل لا ظرف له ، ثم وصف هذا اليوم بقوله : تتقلب فيه القلوب والأبصار أي تضطرب وتتحول ، قيل المراد بتقلب القلوب انتزاعها من أماكنها إلى الحناجر فلا ترجع إلى أماكنها ولا تخرج ، والمراد بتقلب الأبصار هو أن تصير عمياء بعد أن كانت مبصرة .

وقيل : المراد بتقلب القلوب أنها تكون متقلبة بين الطمع في النجاة والخوف من الهلاك ، وأما تقلب الأبصار فهو نظرها من أي ناحية يؤخذون ، وإلى أي ناحية يصيرون .

وقيل : المراد تحول قلوبهم وأبصارهم عما كانت عليه من الشك إلى اليقين ، ومثله قوله : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد فما كان يراه في الدنيا غيا يراه في الآخرة رشدا . وقيل : المراد التقلب على جمر جهنم ، وقيل : غير ذلك .

ليجزيهم الله أحسن ما عملوا متعلق بمحذوف أي : يفعلون ما يفعلون من التسبيح والذكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ليجزيهم الله أحسن ما عملوا أي : أحسن جزاء أعمالهم حسبما وعدهم من تضعيف ذلك إلى عشرة أمثاله وإلى سبعمائة ضعف ، وقيل : المراد بما في هذه الآية ما يتفضل سبحانه به عليهم زيادة على ما يستحقونه ، والأول أولى لقوله : ويزيدهم من فضله فإن المراد به التفضل عليهم بما فوق الجزاء الموعود به والله يرزق من يشاء بغير حساب أي من غير أن يحاسبه على ما أعطاه ، أو أن عطاءه سبحانه لا نهاية له ، والجملة مقررة لما سبقها من الوعد بالزيادة .

وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : الله نور السماوات والأرض قال : يدبر الأمر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما . وأخرج الفريابي عنه في قوله : الله نور السماوات والأرض مثل نوره الذي أعطاه المؤمن كمشكاة وقال في تفسير : زيتونة لا شرقية ولا غربية إنها التي في سفح جبل لا تصيبها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور .

وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال : في قراءة أبي بن كعب ( مثل نور المؤمن كمشكاة ) .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في الآية قال : يقول مثل نور من آمن بالله كمشكاة ، وهي الكوة .

وأخرج ابن أبي حاتم عنه مثل نوره قال : هي خطأ من الكاتب هو أعظم من أن يكون مثل نوره المشكاة ، قال : مثل نور المؤمن كمشكاة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عنه أيضا الله نور السماوات والأرض قال : هادي أهل السماوات والأرض مثل نوره مثل هداه في قلب المؤمن كمشكاة يقول موضع الفتيلة كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار ، فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوئه ، كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم ، فإذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور ، وفي إسناده علي بن أبي طلحة ، وفيه مقال .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي بن كعب الله نور السماوات والأرض مثل نوره قال : هو المؤمن الذي قد جعل الإيمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله ، فقال : نور السماوات والأرض مثل نوره فبدأ بنور نفسه ، ثم ذكر نور المؤمن ، فقال مثل نور من آمن به ، فكان أبي بن كعب يقرأها ( مثل نور من آمن به ) فهو المؤمن ، جعل الإيمان والقرآن في صدره كمشكاة قال : فصدر المؤمن المشكاة فيها مصباح المصباح النور ، وهو القرآن والإيمان الذي جعل في صدره في زجاجة و الزجاجة قلبه كأنها كوكب دري يقول كوكب مضيء يوقد من شجرة مباركة والشجرة المباركة : أصل المبارك الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له زيتونة لا شرقية ولا غربية قال : فمثله كمثل شجرة التفت بها الشجر ، فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حال كانت ، لا إذا طلعت ولا إذا غربت ، فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يضله شيء من الفتن .

وأخرج ابن أبي جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أن اليهود قالوا لمحمد : كيف يخلص نور الله من دون السماء ؟ فضرب الله مثل ذلك لنوره فقال : الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة المشكاة كوة البيت فيها مصباح ، وهو السراج يكون في الزجاجة ، وهو مثل ضربه الله لطاعته ، فسمى طاعته نورا ، ثم سماها أنواعا شتى لا شرقية ولا غربية قال : وهي وسط الشجر لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت ، وذلك أجود الزيت يكاد زيتها يضيء بغير نار نور على نور يعني بذلك إيمان العبد وعلمه يهدي الله لنوره من يشاء وهو مثل [ ص: 1017 ] المؤمن . وأخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر في قوله : كمشكاة فيها مصباح قال : المشكاة جوف محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والزجاجة قلبه ، والمصباح النور الذي في قلبه يوقد من شجرة مباركة الشجرة إبراهيم زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية ، ثم قرأ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين [ آل عمران : 67 ] .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن شمر بن عطية قال : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار ، فقال حدثني عن قول الله : الله نور السماوات والأرض مثل نوره قال : مثل نور محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - كمشكاة قال : المشكاة الكوة ضربها الله مثلا لقمة فيها مصباح ، والمصباح قلبه المصباح في زجاجة والزجاجة صدره كأنها كوكب دري شبه صدر محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - بالكوكب الدري ، ثم رجع المصباح إلى قلبه فقال : يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء قال : يكاد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي ، كما يكاد الزيت أن يضيء ولو لم تمسسه نار .

وأقول : إن تفسير النظم القرآني بهذا ونحوه مما تقدم عن أبي بن كعب وابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم - ليس على ما تقتضيه لغة العرب ، ولا ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما يجوز العدول عن المعنى العربي إلى هذه المعاني التي هي شبيهة بالألغاز والتعمية ، ولكن هؤلاء الصحابة ومن وافقهم ممن جاء بعدهم استبعدوا تمثيل نور الله سبحانه بنور المصباح في المشكاة ، ولهذا قال ابن عباس : هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة كما قدمنا عنه ، ولا وجه لهذا الاستبعاد . فإنا قد قدمنا في أول البحث ما يرفع الإشكال ويوضح ما هو المراد على أحسن وجه وأبلغ أسلوب ، وعلى ما تقتضيه لغة العرب ويفيده كلام الفصحاء ، فلا وجه للعدول عن الظاهر ، لا من كتاب ولا من سنة ولا من لغة .

وأما ما حكي عن كعب الأحبار في هذا كما قدمنا ، فإن كان هو سبب عدول أولئك الصحابة الأجلاء عن الظاهر في تفسير الآية ، فليس مثل كعب رحمه الله ممن يقتدى به في مثل هذا . وقد نبهناك فيما سبق أن تفسير الصحابي إذا كان مستنده الرواية عن أهل الكتاب كما يقع ذلك كثيرا ، فلا تقوم به الحجة ولا يسوغ لأجله العدول عن التفسير العربي ، نعم إن صحت قراءة أبي بن كعب ، كانت هي المستند لهذه التفاسير المخالفة للظاهر ، وتكون كالزيادة المبينة للمراد ، وإن لم تصح فالوقوف على ما تقتضيه قراءة الجمهور من السبعة وغيرهم ممن قبلهم وممن بعدهم هو المتعين .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في بيوت أذن الله أن ترفع قال : هي المساجد تكرم وينهى عن اللغو فيها ، ويذكر فيها اسم الله ، يتلى فيها كتابه يسبح له فيها بالغدو والآصال صلاة الغداة وصلاة العصر ، وهما أول ما فرض الله من الصلاة فأحب أن يذكرهما ويذكر بهما عباده .

وقد ورد في تعظيم المساجد وتنزيهها عن القذر واللغو وتنظيفها وتطييبها أحاديث ليس هذا موضع ذكرها .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : إن صلاة الضحى لفي القرآن وما يغوص عليها إلا غواص في قوله : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال : هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله .

وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال : هم الذي يبتغون من فضل الله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية ، قال : كانوا رجالا يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون ، فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما في أيديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الشعب عنه في الآية ، قال : ضرب الله هذا المثل قوله : كمشكاة لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وكانوا أتجر الناس وأبيعهم ، ولكن لم تكن تلهيهم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكر الله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا عن ذكر الله قال : عن شهود الصلاة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ، ثم دخلوا المسجد ، فقال ابن عمر فيهم نزلت : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود أنه رأى ناسا من أهل السوق سمعوا الأذان فتركوا أمتعتهم ، فقال : هؤلاء الذي قال الله فيهم : لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .

وأخرج هناد بن السري في الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب ومحمد بن نصر في الصلاة عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يجمع الله يوم القيامة الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي ينفذهم البصر ، فيقوم مناد فينادي أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء ؟ فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ، ثم يعود فينادي أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادي : ليقم الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ، ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون .

وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر مرفوعا نحوه .